اليوم السبت 26 أبريل 2025، تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو ملعب “لا كارتوخا” في إشبيلية، حيث يستضيف نهائي كأس ملك إسبانيا لقاء الكلاسيكو المنتظر بين ريال مدريد وبرشلونة. المباراة، التي ستنطلق في الساعة 21:00 بتوقيت المغرب، ليست مجرد مواجهة عادية، بل هي معركة كروية تحمل طابعًا تاريخيًا ورمزيًا، وسط أجواء مشحونة وتوتر غير مسبوق، خاصة من جانب الميرينغي.
يأتي هذا الكلاسيكو بعد 11 عامًا من آخر نهائي جمع الفريقين في كأس الملك عام 2014، حين انتصر ريال مدريد بنتيجة 2-1. اليوم، يسعى برشلونة لتعويض تلك الخسارة واستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 2021، بينما يطمح ريال مدريد لإضافة اللقب الـ21 إلى سجله البطولي. تاريخيًا، تقابل الفريقان في 7 نهائيات لكأس الملك، حيث تفوق الميرينغي في 4 مناسبات مقابل 3 انتصارات للبلوغرانا، مما يضيف بُعدًا تنافسيًا إضافيًا لهذا اللقاء.
الموسم الحالي شهد تفوقًا واضحًا لبرشلونة على ريال مدريد، حيث اكتسح الفريق الكتالوني غريمه في الدوري بنتيجة 4-0، ثم كرر تفوقه في نهائي كأس السوبر الإسباني بنتيجة 5-2. هذه النتائج زادت من الضغط على ريال مدريد، الذي يعاني من موسم صعب بعد خروجه من دوري أبطال أوروبا وتراجعه إلى المركز الثاني في الدوري الإسباني. الفوز بالكأس يُعد بمثابة طوق نجاة للميرينغي لإنقاذ موسمه، بينما يرى برشلونة في هذه المباراة فرصة لتأكيد هيمنته المطلقة هذا العام.
لم تكن التحضيرات لهذا النهائي هادئة، فقد أثار ريال مدريد جدلًا واسعًا قبل المباراة بسبب تعيين الحكم الإسباني ريكاردو دي بورغوس بينغوتيسيا لإدارة اللقاء. النادي الملكي احتج بشدة على هذا القرار، مستندًا إلى إحصائيات تشير إلى أن نسبة فوز برشلونة تصل إلى 81% في المباريات التي يديرها هذا الحكم، مقارنة بـ64% لريال مدريد. تصريحات منسوبة إلى دي بورغوس ومساعده في تقنية الفيديو (VAR)، غونزاليس فويرتس، ضد قناة ريال مدريد الرسمية، زادت من حدة التوتر، مما دفع النادي إلى مقاطعة المؤتمر الصحفي والتدريبات الإعلامية، بل وترددت شائعات عن احتمالية عدم خوض المباراة، قبل أن يؤكد النادي مشاركته رسميًا.
هذا التشاحن لم يمر دون رد من برشلونة، حيث وصف تقرير صحيفة “آس” الإسبانية النهائي بـ”الكأس المسمومة”، مشيرًا إلى أنه الأكثر توترًا في تاريخ الكلاسيكو. المدرب هانز فليك، المدير الفني لبرشلونة، أكد في تصريحاته على صعوبة المباراة، لكنه شدد على رغبة فريقه في الفوز بكل الألقاب، معتمدًا على ثقة عالية بعد سلسلة انتصاراتهم في 2025.
على الصعيد الفني، يدخل برشلونة المباراة بمعنويات مرتفعة، معتمدًا على قوته الهجومية بقيادة رافينيا، ولامين يامال. في المقابل، يواجه ريال مدريد تحديًا كبيرًا بسبب الشكوك حول مشاركة كيليان مبابي، الذي تعرض لإصابة في مباراة سابقة أمام أرسنال. المدرب كارلو أنشيلوتي قد يعتمد على فينيسيوس جونيور ورودريغو في الهجوم، مع دعم خط الوسط بقيادة جود بيلينغهام.
تاريخيًا، يمتلك برشلونة الأفضلية في كأس الملك بـ31 لقبًا، بينما يملك ريال مدريد 20 لقبًا، مما يجعل هذا النهائي فرصة لكلا الفريقين لتعزيز سجلهما.
مع اقتراب صافرة البداية، يتوقف الزمن في إشبيلية، حيث يستعد الفريقان لكتابة فصل جديد في تاريخ التنافس الأعرق في كرة القدم. هل سيواصل برشلونة هيمنته هذا الموسم، أم سينجح ريال مدريد في قلب الطاولة واستعادة كبريائه؟ الإجابة ستكون على أرض “لا كارتوخا”، في مباراة تعد بأن تكون واحدة من أكثر الكلاسيكوهات إثارة وتوترًا في التاريخ.

التعليقات 0