شهدت الساحة الكروية البولندية واحدة من أكثر الأزمات إثارة في تاريخ المنتخب الوطني، بعد نشوب خلاف حاد بين القائد المخضرم روبرت ليفاندوفسكي والمدرب ميخائيل بروبيرز. الأزمة بدأت عندما قرر بروبيرز، بشكل مفاجئ، تجريد ليفاندوفسكي من شارة القيادة، ومنحها للاعب الوسط بيوتر زيلينسكي، مما أثار موجة من الجدل داخل الفريق وخارجه
ليڤاندوفسكي، الذي يُعدّ رمزاً في الكرة البولندية وأحد أبرز هدّافيها عبر التاريخ، عبّر عن غضبه العميق من القرار، واعتبره طعنة في الظهر، منتقداً الطريقة التي أُبلغ بها عبر مكالمة هاتفية قصيرة، دون سابق إنذار أو نقاش. كما لمّح إلى أن المدرب رضخ لضغوط إعلامية تطالب بتجديد الدماء في المنتخب وإعادة تشكيل القيادة.
اللاعب المخضرم أعلن رفضه اللعب مجدداً تحت قيادة بروبيرز، وهو موقف أحدث هزة عنيفة في صفوف المنتخب، خصوصاً مع اقتراب بطولة أمم أوروبا.
ورغم أن ليفاندوفسكي حظي بدعم شعبي واسع، فإن بعض زملائه في المنتخب أيّدوا خطوة بروبيرز، معتبرين أن الوقت قد حان لتجديد القيادة ومنح الفرصة لجيل جديد. هذا الانقسام كشف عن توترات داخل غرفة الملابس، وربما صراعات خفية كانت تحت السطح.
جاءت الخسارة المؤلمة أمام فنلندا (1-2) في مباراة ودية لتكون القشة التي قصمت ظهر المدرب، حيث أعلن ميخائيل بروبيرز استقالته ، وسط ضغوط جماهيرية وإعلامية متزايدة، وإشارات إلى انعدام الانسجام داخل الفريق.
رغم أن ليفاندوفسكي لم يعلّق مباشرة على الاستقالة، فإن الكثيرين يرون في هذه النهاية انتصاراً شخصياً له، إذ خرج المدرب من المشهد، بينما بقي مستقبل القائد مع المنتخب مفتوحاً على جميع الاحتمالات.
السؤال الكبير الذي يطرحه الجميع الآن: هل سيعود ليفاندوفسكي إلى المنتخب؟ وهل يستطيع الاتحاد البولندي احتواء الأزمة وإعادة الانسجام إلى الفريق قبل الاستحقاقات الكبرى؟
بغضّ النظر عن الإجابة، فإن ما حدث يسلّط الضوء على هشاشة العلاقات الداخلية في المنتخبات الوطنية، وضرورة وجود تواصل واحترام متبادل بين اللاعبين والمدربين، خصوصاً مع الأسماء التاريخية التي تمثل رمزاً للكرة الوطنية.
التعليقات 0