في واحدة من أمتع وأقوى المباريات في تاريخ المواجهات الأوروبية، تأهل المنتخب الإسباني على حساب نظيره الفرنسي بنتيجة 5-4 في لقاء استثنائي، استحق عن جدارة وصفه بـ”لقاء العمالقة” بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
منذ الدقائق الأولى، ظهرت نوايا الفريقين في تقديم عرض هجومي مفتوح. لكن الإسبان كانوا الأكثر فاعلية، حيث افتتح نيكو ويليامز التسجيل في الدقيقة 22 بعد جملة هجومية رائعة أربكت الدفاع الفرنسي. وبعد ثلاث دقائق فقط، عاد ميكيل ميرينو ليضيف الهدف الثاني من تسديدة متقنة أشعلت المدرجات وأكدت على تفوق الإسبان في أول نصف ساعة.
دخل الفريقان الشوط الثاني بروح قتالية عالية، وجاءت البداية نارية من جانب إسبانيا، حيث سجل لامين يامال هدفاً ثالثاً في الدقيقة 54 من ركلة جزاء نفذها بثقة. وبعد دقيقة واحدة فقط، أضاف بيدري غونزاليس الهدف الرابع بعد تمريرة ساحرة.
رغم الصدمة، لم تستسلم فرنسا. نجح كيليان مبابي في تقليص الفارق في الدقيقة 59 من ركلة جزاء، وأعاد الأمل لمنتخب “الديوك”. ليأتي دور يامال ليضيف الهدف الخامس في الدقيقة 67. ثم قلّص ريان شرقي النتيجة بهدف ثانٍ في الدقيقة 79، ليشعل فتيل الإثارة في الدقائق الأخيرة.
في الدقيقة 84، سجل الإسباني داني فيفيان بالخطأ في مرماه، مانحاً فرنسا الهدف الثالث بشكل دراماتيكي. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع (90+3)، أحرز راندال كولو مواني الهدف الرابع للفرنسيين، لكن الوقت لم يسعفهم لتحقيق التعادل.
تألق الشاب لامين يامال بشكل لافت، حيث سجل هدفين وكان محورًا هجوميًا مزعجًا للدفاع الفرنسي طوال المباراة، مؤكداً أنه أحد أبرز مواهب الكرة العالمية في الوقت الحالي.
كان لقاء إسبانيا وفرنسا أكثر من مجرد مباراة، بل ملحمة كروية متكاملة جمعت بين المهارة، القوة، والإثارة حتى آخر لحظة. وبهذا الفوز المثير، يواصل المنتخب الإسباني مشواره بثقة نحو اللقب، بينما يغادر المنتخب الفرنسي البطولة مرفوع الرأس بعد أداء مشرف ومباراة لا تُنسى.
التعليقات 0