في تاريخ فرنسا العريق، سطّر الملك لويس التاسع اسمه بحروف من ذهب، حيث قاد البلاد نحو الازدهار والعزة في العصور الوسطى. واليوم، في قلب باريس النابض، يبرز اسم آخر يحمل نفس الإرث القيادي: لويس إنريكي، المدرب الإسباني الذي أعاد باريس سان جيرمان إلى منصات التتويج الأوروبية. في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2024-2025، قاد إنريكي فريقه إلى فوز مثير بنتيجة 2-1 على أرسنال، ليضمن بطاقة التأهل إلى النهائي في ميونيخ، في ملحمة كروية تجمع بين التكتيك العالي والروح القتالية
انطلقت المباراة على أرضية ملعب “بارك دي برانس” وسط أجواء مشحونة بالحماس، حيث كان باريس سان جيرمان يدخل اللقاء بأفضلية هدف نظيف سجله عثمان ديمبيلي في مباراة الذهاب. في الدقيقة 27، أشعل الإسباني فابيان رويز المدرجات بهدف رائع، حيث أطلق تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء عجز حارس أرسنال عن صدها. الهدف لم يكن مجرد افتتاح للتسجيل، بل رسالة واضحة عن نوايا الفريق الباريسي للسيطرة على المباراة. رويز، بذكائه ودقته، أثبت أنه أحد الأعمدة الأساسية في خطة إنريكي التكتيكية.
مع بداية الشوط الثاني، واصل باريس سان جيرمان ضغطه، مستغلاً سرعة لاعبيه وتنظيمه الدفاعي المحكم بقيادة ماركينيوس وأشرف حكيمي. في الدقيقة 72، خطف النجم المغربي أشرف حكيمي الأنفاس بهدف مذهل، حيث أطلق قذيفة مركزة من على مشارف منطقة الجزاء اخترقت دفاعات أرسنال، ليصبح مجموع المباراتين 3-0 لصالح الفريق الفرنسي. حكيمي، الذي تألق طوال الموسم، أظهر مرة أخرى لماذا يُعتبر أحد أفضل الأظهرة في العالم.
لكن أرسنال، بقيادة مدربه ميكيل أرتيتا، لم يستسلم. في الدقيقة 76، قلّص النجم الإنجليزي بوكايو ساكا الفارق بهدف رائع،ليُعيد الأمل لجماهير المدفعجية. الهدف جعل الدقائق الأخيرة من المباراة مشتعلة، حيث ضغط أرسنال بكل قوة بحثاً عن التعادل، لكن تألق حارس مرمى باريس، جيانلويجي دوناروما، والتنظيم الدفاعي حال دون ذلك.
على الجانب الآخر، قدم أرسنال أداءً مشرفاً رغم الخسارة.
بهذا الفوز، وضع باريس سان جيرمان قدماً في نهائي دوري أبطال أوروبا 2025، حيث سيواجه إنترنسينالي، الذي تأهل على حساب برشلونة بنتيجة 7ـ6 في مجموع المباراتين.
المباراة النهائية، التي ستقام في 31 مايو 2025 على ملعب “أليانز أرينا” في ميونيخ، ستكون فرصة تاريخية لباريس سان جيرمان لتحقيق اللقب الأوروبي الأول في تاريخه.
التعليقات 0