أثارت تصريحات النجم الألماني المعتزل توني كروس موجة من النقاش في أوساط كرة القدم، بعدما وصف بيدري، لاعب برشلونة والمنتخب الإسباني، بأنه “أفضل لاعب في العالم في مركزه حاليًا”. هذه الكلمات، التي جاءت خلال بودكاست كروس الشهير، لم تكن مجاملة عابرة، بل كانت رأيًا مدروسًا من لاعب خبر جميع جوانب اللعبة، وفاز بكل الألقاب الممكنة مع ريال مدريد والمنتخب الألماني
ما يميز بيدري فعلًا هو قدرته الفريدة على المراوغة تحت الضغط. في زمن أصبح فيه الضغط العالي سمة أساسية لكل الفرق الكبرى، يحتاج أي فريق إلى لاعب وسط يستطيع التخلص من الضغط والاحتفاظ بالكرة بسلاسة. بيدري يقدم ذلك باستمرار، دون استعراض، وإنما بذكاء وتمركز دقيق ولمسة أولى ساحرة.
كروس شدد على أن بيدري ليس مجرد صانع ألعاب، بل هو لاعب يؤثر على جميع مراحل اللعب، من البناء من الخلف، إلى تنظيم الهجمات، وصولًا إلى التمريرة الحاسمة. وحتى في الجانب الدفاعي، لا يتوانى عن قطع الكرات والمساهمة في استرجاعها، ما يجعله لاعبًا شبه متكامل في خط الوسط
ما جعل تصريح كروس أكثر جرأة، هو تفضيل بيدري على أسماء هجومية مثل لامين يامال، رافينيا وحتى روبرت ليفاندوفسكي. هذه المقارنة توضح القيمة التكتيكية لبيدري، فهو لا يسجل كثيرًا، لكنه يصنع الفارق بطريقة غير مباشرة، عبر السيطرة على إيقاع اللعب وتقديم التمريرة التي تسبق التمريرة الحاسمة.
إذا اعتمدنا على المعايير الفنية فقط، فإن بيدري يُعتبر من بين الأفضل، إن لم يكن الأفضل فعلاً، في مركز لاعب الوسط المبدع. لكن يبقى العامل الوحيد الذي قد يحد من هذا اللقب هو الإصابات المتكررة التي أثرت على استمراريته في الفترة الأخيرة
بيدري ليس مجرد موهبة صاعدة، بل أصبح بالفعل ركيزة أساسية في خط وسط برشلونة ومنتخب إسبانيا. إن كان هناك من يشكك في مكانته، فتصريح كروس جاء ليعكس اعترافًا عالميًا بجودته. قد لا يكون الأفضل في نظر الجميع، لكن لا شك أن بيدري يسير بخطى ثابتة ليحجز مكانه بين عظماء الوسط في تاريخ كرة القدم الحديثة.
التعليقات 0